في 10 إبريل 1912 ، ترقب العالم بلهفة ذلك الحدث التاريخي ، وهو قيام السفينة تيتانك بأولى رحلاتها عبر المحيط الأطلنطي من إنجلترا إلى الولايات المتحدة .
السفينة كارباثيا :
قضى ركاب القوارب ،الناجون من الهلاك ،ساعات طويلة عبر مياه المحيط ،وسط الليل الحالك والبرد القارص ،سابحين بقواربهم إلى المجهول ،وكلهم يأس وحيرة في هذه الوحدة القاسية عبر هذا البحر الواسع الممتد،فمرت بهم الساعات كأنها سنوات طويلة ،فلم يكن هناك أي أمل في النجاة 0
وعندما بدا الليل يزول ،وبدأت السماء تنير ،كانت المفاجاة0
فظهرت فجأة أنوار مضيئة تقترب من بعيد ناحية القوارب،لقد كانت أنوار السفينة كارباثيا، التي كانت تسير في رحلة من رحلاتها عبر المحيط ،وكانت على بعد حوالي 58 ميلا من القوارب 0
ويالها من سعادة غامرة أحس بها ركاب القوارب حين لمحوا تلك السفينة من بعيد ،فراحوا يشدون انتباهها لهم بشتى الطرق ،فاخذوا يصفقون ويهللون ويلوحون ،كما استطاع بعضهم أن يشد انتباهها بالأنوار المضيئة ،فاستخدموا ( البطاريات ) ،وقاموا بإشعال النيران بمناديل اليد والأوراق وغيرها0
ونجحت المحاولات العديدة التي قام بها ركاب القوارب لشد انتباه السفينة كارباثيا، التي غيرت من طريقها وسارت في اتجاه القوارب 0
ومع بداية ظهور الشمس وقدوم يوم جديد كانت السفينة كارباثيا قد وصلت إلى القوارب لتبدأ في اغاثتها0
كان مجيء سفينة الإغاثة لركاب هذه القوارب الضالة هو منتهى أملهم ، فتعلقت بها أنظارهم جميعا في فرحه وسعادة غامرة 0 وبدأت السفينة تقوم بنقل الركاب إلى سطحها ،قاربا بعد الآخر ،حتى تم إغاثة جميع الركاب ،وهيأت لهم العناية الإلهية فرصة للنجاة بعدما كانوا فيه من يأس وفزع0
الفضيحة الكبرى :
انتشر خبر السفينة تايتانيك بسرعة في جميع أنحاء العالم ، وكما اهتمت معظم الصحف العالمية بنشر خبر بداية رحلة السفينة في 12 أبريل سنة 1912 على انه من الأخبار الصحفية إلهامه والمثيرة ، فقد زاد اهتمامها ، بعد خبرهذة الكارثة ، بنشر كل ما يتعلق بهذه السفينة من أخبار وبالخط العريض في صفحاتها الأولى ،فنشرت بعض الصحف هذه العبارات :
(السفينة التي لا تغرق ، ترقد في قاع المحيط )
( إنقاذ 705 راكبا من ركاب السفينة الأسطورة البالغ عددهم 2227 راكبا ،بعد غرق السفينة أثناء رحلتها من إنجلترا إلى الولايات المتحدة )!
( سفينة الأثرياء تغوص بهم في قاع المحيط )
لكن لم تستطع الصحف في هذا الوقت أن تبرر بوضوح ظروف الحادث وكيفية غرق السفينة ، حتى بدا يتجمع لديها قدر كاف من المعلومات التي استطاعت الحصول عليها من الركاب الناجين من هذا الحادث ، بما فيهم بعض أفراد طاقم السفينة 0
( المظاهرات تجتاح شوارع لندن)
كذلك شهدت لندن ضجة كبرى بعد هذا الحادث المروع 0 ففي 27 أبريل سنة1912 م قام ما يزيد عن 1500 من المواطنين بمظاهرة ضخمة في أحد ميادين العاصمة احتجاجا على حادث السفينة الأسطورية والذي راح ضحيته اكثر من 1500 راكبا ، فنددوا بجميع المسئولين عن هذه الكارثة ، وطالبوا بإجراءات أمن حاسمة لضمان سلامة المسافرين بالسفن بعد ذلك
أليست قصة رائعة ؟
مستنى ردودكم وتقييمكم