كثيراً ما نسمع هذا المثل .. ونراه يقارب الحقيقة.. فالأب بالنسبة للفتاة مثل أعلى وقدوة.. بل منهن من تتمنى أن ترزق زوجاً كأبيها في أخلاقه ودينه وعلمه.
ولهذا المثل قصة:
خرجت العجفاء بنت علقمة السعدي ذات ليلة مع ثلاث نسوة من قومها إلى روضة من الرياض فوافين بها ليلاً في قمر زاهر وروضة معشبة، فلما جلسن قلن: ما رأينا كالليلة ليلة، ولا مثل هذه الروضة روضة. ثم أفضن في الحديث فقلن: أي النساء أفضل؟
قالت إحداهن: الخرود الودود الولود.
وقالت الأخرى: خيرهن ذات طيب الثناء وشدة الحياء.
وقالت الثالثة: خيرهن السموع الجموع النفوع
وقالت الرابعة: خيرهن الجامعة لأهلها الوادعة الرافعة لا والواضعة
ثم قلن: فأي الرجال أفضل؟
قالت إحداهن: خيرهم الحظي الرضي غير الخطال ولا التنبال.
وقالت الثانية خيرهم السيد الكريم ذو الحسب العميم والمجد القديم
وقالت الثالثة: خيرهم السيد السخي الوفي الرضي، الذي لا يغير الحرة ولا يتخذ الضرة.
فقالت الرابعة: وأبيكن أن في أبي كل ما قلتن: كرم الأخلاق والصدق عند التلاق والفلج عند السباق ويحمده الرفاق.
فقالت العجفاء عند ذلك: (كل فتاة بأبيها معجبة).